اقيمت اليوم المصادف ١٣/١٢/٢٠٢٤ صلاة الجمعة في جامع الشيخ عباس الكبير وسط الناصرية بإمامة سماحة حجة الاسلام الشيخ محمد مهدي الناصري.
الخطبة الاولى
استهل الشيخ الناصري خطبته بقول الله تعالى (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا).
وبين ان القران هو السند الذي يتكأ عليه الانسان المؤمن، والذي ينبغي له الرجوع اليه في كل شيء وعند كل مشكلة او شدة، ففيه بيان كل شيء، وهو كلام الله الذي لايآتيه الباطل من بين يديه او من خلفه.
واشار سماحته الى ان هنالك امثال قرآنية ربانية ضربت لتكون منارا للناس في كل مجال وفي كل مكان وعصر من العصور، من أجل هدايتهم، ورعاية مصلحتهم ومنفعتهم.
وبين، ان الله تعالى اراد من خلال ذلك ان يكون العبد مرتبطا بما يقوله القرآن، ففيه تصريف لكل القضايا، سواء كانت هذه القضايا عبادية او سلوكية او اجتماعية او فكرية او اخلاقية، فهو كتاب هدايا يضع الخطوط العامة التي يسير عليها العبد.
ودعا سماحته الى ضرورة ان تكون ثقافة الانسان المؤمن هي ثقافة القرآن، وان يعتمد على مايقوله القران، ولايربط القضايا والاحداث على هواه بمجرد انه سمع عن فلان او فلان، وان يكون واثقا بعلاقته بالله تعالى وبدينه، وهذا هو منهج القرآن والانبياء والائمة، ومنهج العلماء والصالحين.
في الخطبة الثانية اشار سماحته الى عدد من الامور:
في الامر الاول: تناول سماحته فقرة من رسالة الحقوق : حق النفس (وأما حق نفسك عليك، فأن تستوفيها في طاعة الله فتؤدي إلى لسانك حقه، وإلى سمعك حقه وإلى بصرك حقه، وإلى يدك حقها، وإلى رجلك حقها وإلى بطنك حقه، وإلى فرجك حقه، وتستعين بالله على ذلك).
وبين، ان الإمام السجاد عليه السلام اراد من خلال هذه الفقرة الاشارة الى ان النفس هي الاساس والمنطلق وهي المدبرة والمتصرفة في كل الجوارح، حيث جعلها الامام عليه السلام بعد حق الله وطاعته، واشار الى وجوب اصلاحها، ومن ابرز واهم عناصر ترويض النفس للمؤمن هو ابتعاده عن الغضب، كما ان للنفس حقوقا على الانسان وأهمها أن يستوفيها في مرضاة الله وطاعته، ولا يجعل للشيطان عليها سبيلاً.
في الامر الثاني:
دعا الشيخ الناصري المؤمنين جميعا الى ضرورة عدم الانجرار الى وضع اسقاطات لبعض الروايات التي تبين علامات الظهور للامام (عج) وربطها مع كل حدث يحصل في واقعنا المعاصر دون حجة واضحة، داعيا الى ضرورة الابتعاد عن ذلك وترك الامر لأهل الاختصاص من العلماء، وان يعمل المؤمن بتكليفه الشرعي، وان يعزز علاقته مع الله تعالى وعقيدته، ويبشر بأمر الله تعالى وعدله، وان يكون مصلحا في اهله ومجتمعه حسب تكليفه.






